أمـــــا نكــــــون أو لانكــــــون
*********************
بقلم // الفــــــــــــــــــارس
لم تضرب طائرات الناتو مدن الشرق الليبي .. بل كانت تلك المدن تعيش الأحتفالات والزغاريد طيلة ثمانية أشهر أمام محكمة شمال بنغازي وكانت الطائرات من كل مكان تنقل أليهم المساعدات والصدقات وكانت المطاعم القطرية تقدم الوجبات الساخنة للمتوسلين للناتو والشاكرين لساركوزي والحامدين لوجبات موزة وكانت وفود كل العالم تأتي تباعا ويتم أستقبالهم بالورود .. في ذلك الوقت كانت القنابل والصواريخ تنزل علي رؤوس المدن الليبية غربا وجنوبا وكان الشعب الليبي الذي أدرك المؤامرة جيدا . كان يزف قوافل الشهداء أيضا بالاحتفالات والزغاريد وسط صمود أسطوري لم يكن مسبوقا .. قدم العالم مدينة بنغازي كنموذج للحرية والديمقراطية وظن الجميع أنها ستشهد طفرة في التقدم والرقي وصورة ناصعة للأمان والعدالة والقانون وخاصة بعد أن تغلغلت مايسمى بالمنظمات الأنسانية والحقوقية من كل العالم لتستقطب الشباب اليافع وتغسل عقولهم بأفكار تسوق للنموذج الغربي أيضا بسرعه شكلت القاعدة خلاياها وأصبحت كتائب أمتلكت السلاح والمال والشرعية بدعم من أطراف خارجية علي رأسها قطر .. لم يمر وقت طويل لتنكشف الحقيقة ويعرف أهل الشرق أنه تم خداعهم والضحك عليهم عندما تأكدوا بعدم وجود أي أثر للحرية أو الديمقراطية أو العدالة أو القانون بل تحولت حياتهم لجحيم وسط الأغتيالات والتفجيرات والخطف وضياع السيادة وحتى الكرامة والشرف وعرفوا أن كل تلك الوجوه التي أدعت الوطنية كانت مجرد مجرمين يتسابقون للاستيلاء علي ثرواتهم وحكمهم من داخل أروقة الفنادق ذات الخمس نجوم . دخلت تلك المدينة النموذج لنفق مظلم واصبحت نموذج للأرهاب بدل الحرية مما أضطر كل الوفود والهيئات الدبلوماسية وحتى الصحفيين لمغادرتها علي وجه السرعه وهم يحملون معهم ذكريات الرعب والهلع .. أطبق علي المدينة شبح القاعدة وفرض قانونه وبقوة السلاح وأغتالوا كل من خالفهم الرأي وفتحوا الملفات القديمة لمطاردة كل من كان لهم بالمرصاد خلال العقود السابقة من منتسبى الشعب المسلح والأمن ومنعوا كل المحاولات التي من شأنها عودة المؤسسات الأمنية والعسكرية وبدت تلك المدينة التي خدعت بوجبات موزة الساخنة بدت تعاني الفوضى بعد أن أنفض الجمع من حولها بداية من برناردليفي مرورا بالناتو وحتى أصدقاء ليبيا .. فالمهمة أنتهت والبلاد دمرت وصمام الأمان الذي كان يقود البلاد بحكمته وشجاعته أختفى قسرا عن المشهد .. أصبحت تلك المدينة تزف أبنائها بالعشرات للموت دون أن يلتفت أليها الأعلام الذي كان يفرد كل الوقت للنقل المباشر منها وكانت الأخبار العاجلة لاتنقطع عنها وشهود العيان الذين لم يعرف أحد هويتهم ولا مكان تواجدهم يزودون تلك القنوات بالمعلومات أول بأول ولاأحد يدري مصداقيتها .. لم يفتي القرضاوي بالجهاد ضد من يقتل أبناء بنغازي اليوم ولم تجتمع الجامعه لنزع الشرعية عن حكومة الريكسوس ولم يأتي برناردليفي ليكتب كتاب جديد وسط هذا الجحيم ولم تبعث فرنسا طائراتها لحماية المدنيين .. ضاعت ليبيا بغباء وسذاجة بعض أبنائها وعدم سماع صوت حكيمهم وقائدهم واليوم يعضون أصابعهم من الندم وهم يبكون على الأطلال ويتذكرون الأيام الخوالي التي كانوا فيها أسيادا وحكاما وسط مدنهم الأمنه يقضون صيفهم في الحدائق الجميلة والشواطئ الرائعة وشتائهم وسط بيوتهم العامرة بدفء الوطن وسكينة الأحياء الهادئة .. وقت عصيب مر أثقل كاهل الجميع بكم من الألم والأهات والحسرات علي ماوصلت أليه بلد كانت تقود القارة السمراء وتترأس القمم الأقليمية والعالمية .. ذلك الوقت كان كافي ليصحى الجميع من غيبوبته القطرية واحلامه الغربية ولم يعد مبرر للأستمرار في طريق الضلالة التي تقود حتما للأنتحار الجماعي .. اليوم نوجه النداء الأخير لكل أبناء الوطن للعودة لطريق الحق والأعتصام بحبل الله والتكفير علي ماأذنبنا في حق بلادنا وحق الأجيال القادمة وحق قيادتنا وأن نجمع صفوفنا ونرمي خلفنا كل العملاء والخونة والمتاجرين بنا ونستعيد بلادنا وهويتنا وسيادتنا وكرامتنا وألا سيلعننا التاريخ وتلعننا الأجيال القادمة .. هو النداء الأخير قبل فوات الأوان فحكموا عقولكم وضمائركم وأرجعوا لكتاب الله وسنة ونبيكم وضعوا مصلحة الوطن فوق كل شي .. وأصنعوا ربيعكم الحقيقي بعيد عن تأثير قنوات الفتنة وشيوخ الضلال ودعاة القتل والدمار وأعداء الله والدين .. فليس عيبا أن نخطئ لكن العيب الأستمرار في الخطأ .. فأما نكون ليبيين حقا نعيش في بلد أسمه الجماهيرية العظمى وأما أن نكون مرتزقة نعيش في بلد تديره مشيخة موزة وقصور الأليزيه والبيت الأبيض .. الفـــــــــــــــــــــار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق