اخر الاخبار

السبت، 8 يونيو 2013

اردوغان: انتهى الحلم ‘أمان يا ربي أمان’! بقلم ياسمين الشيباني



منذ بداية ما يسمى ‘الربيع العربي’ طرح أردوغان نفسه نموذجاً لحكم إسلامي لا يخيف الغرب في البلدان التي تشهد احتجاجات. كما عمل على احتضان الأنظمة الإسلامية الناشئة في تونس ومصر، وتلك التي يشارك فيها الإسلاميون بقوة في ليبيا. وبات الرجل راعياً إسلاميا لـ’الربيع العربي’ الذي يؤمن له اتساعاً في النفوذ التركي في المنطقة يضاهي به النفوذ الإيراني. وعندما نقول بان المسلسل التركي الذي بدأ في المنطقة العربية، فنحن امام مسلسل بدأ معنا منذ امد لذلك لا بد من وجود الفكرة ومن ثم القصة كاملة من أولها إلى آخرها، وبعدها يكون السيناريو والحوارات. لنكتشف في النهاية ممثلا قديرا مثل اردوغان يملك تجربة هذه الحرفة المعقدة فيبدأ وينتهي المسلسل تكون قد تبدأ تفاصيل القصة بعدد من المفاجآت التي قد لا تخطر على البال أبدا، وايضا تنتهي بمفأجاة من العيار الثقيل، فكلنا شاهدنا المظاهرات التركية التي أخذتنا باتجاه مشهد جديد يخفف مما يحدث في سورية، التي بات يعلو في سمائها انفراج للازمة الدائرة على أرضها منذ قرابة العامين.
اما السؤال المركزي فيذهب باتجاه المفاجأة التي ولدتها مظاهرات تركيا، وعما اذا كانت ترتيبا لمشكلة كبرى، ام محاولة تأديب داخلي من أجل تراجع اردوغان عن لعبته تجاه سورية، التي وصلت الى حد خنق الدولة العربية والتدخل في شؤونها بشكل سافر من كل النواحي التي تخطر أو لا تخطر على بال. بل تخطر في بال الحليف الغربي لاردوغان الذي بارك له دوره التركي في ما يسمي بالربيع العربي وان كون تركيا تسعى، ومنذ فترة ليست ببعيدة لكسب ود العرب لتوهمهم أنها الصديق الصدوق ضد إسرائيل. فإذا كانت ضد إسرائيل فعلا أفلا كان يتوجب على اردوغان في هذه الحالة وقف وتعليق النشاطات التي تجري في محطة راد كورشيك؟ ويتساءل الكثيرون لم تم وضع الرادارات في هذه المدينة فقط، لان ذلك يكمن في حماية الأمن الإسرائيلي، وان اردوغان قام بمناشدة الجامعة العربية والأمم المتحدة حينها من اجل غزة.. وايضا عندما كان في مؤتمر دافوس للاقتصاد العالمي ومشادته مع بيريس حول فلسطين ألم يكن بإمكانه هو شخصيا ان يقوم بكل ما كان يقوله ويجعله فعلا ويكون هو المثال الحقيقي للعالم؟!
وهاهو لا ندري ما نسميه ‘ربيع تركي’ او اسطنبولي يحتاح هذا البلد الذي ساهمت حكومته بشكل سافر في التدخل في شؤون دول عربية ودعم من اسموا انفسهم ثوارا فيها، مثل تخريب ليبيا والان سورية!
ان سياسة حزب ‘العدالة والتنمية’ التركي المعتمدة على عمليات الخصخصة والتي أدت إلى عدم المساواة التي رافقتها عمليات قمع واسعة في تركيا، ناهيك عن الصراع التركي – الكردستاني طويل الأمد.. ونجد ان اردوغان ومن خلال حزبه حزب العدالة والتنمية قام تدريجيًا بتعزيز جهوده ونفوذه داخل جهاز الإعلام وأصبح لا يحتاج إلى مؤيديه من الليبراليين، اردوغان الذي كان حاضرا بقواته التركية في حلف الناتو في لييبا وهو الذي تم الاحتفاء به في ليبيا وتم تكريمه بجائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان في سبتمبر 2010 وكان ضيف شرف للقمة الافريقية الاوربية، وكان نجما متوجا في بلادنا العربية يكرم ويحتفل بقدومة ويغمر بالهدايا والعطايا.. وأنا اعتقد ان اردوغان لم يكن ليفعل هذا من اجل إنتماء إسلامي أو حبا في العرب، وإنما كان لنيل صك الرضى ودخول تركيا بمنظومة الاتحاد الأوروبي.
ولان التورط التركي في الأزمة السورية بدعمها للمعارضة السورية السياسية والعسكرية لتغيير النظام في دمشق، والتي أعلنت تركيا من خلال حكومة اردوغان أن علاقاتها مع النظام السوري وصلت إلى مرحلة القطيعة واللاعودة، وبذلك تكون تركيا عملت كل ما من شأنه ان يدفع النظام السوري إلى الانهيار، وفي الوقت نفسه السعي إلى ترتيب المشهد السوري المقبل في ضوء المصالح والسياسات التركية الخاصة والضيقة في المنطقة تجاه سورية.
والغريب في كل هذا هو أن حكومة أردوغان التي كانت على صداقة متينة مع نظام الرئيس بشار الأسد لم تقم بأي وساطة بين المعارضة السورية والنظام للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية. اردوغان كان ممثلا بارعا، فهو كان صديقا للقذافي أيضاً.
اردوغان الآن يحصد ما زرعته حكومته في سورية من فتنة وقتل شعب أمن موحد. فهل نرى من باركوا ‘ربيع العرب’ يباركون ‘ربيع تركيا’؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

facebook

اشترك معنا

آخر التعليقات

الارشيف

ابحث فى الموقع

المشاركات الشائعة

حركة المقاومة الليبية

حركة المقاومة الليبية

المشاركات الشائعة لهذا الشهر

المشاركات الشائعة لهذا الأسبوع