من استمع الى خطبة يوم الجمعة التي القاها الشيخ يوسف القرضاوي, او ذلك الخطاب الذي ألقاه في المهرجان التضامني مع الشعب السوري, الذي اقامه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (الذي يرأسه القرضاوي) في اليوم ذاته في العاصمة القطرية, يلحظ من غير عناء أن «الشيخ» بات رجل سياسة بامتياز وأنه قد انخرط في هذا الشأن,
على نحو لا يجد المرء حرجاً في مناقشته والرد عليه وطرح الاسئلة عليه, بعد أن كاد اتباعه ومريدوه ان يضفوا القداسة عليه وان يفتوا بأنه صاحب عصمة كماالانبياء, وكأن كل من تعمم وتجلبب واحتل وظيفة أو تم تفصيلها له واختراع اتحاد أو جمعية أو جماعة كي يجلس على رأسها, بات فقيه عصره ولم يعد أمام الاخرين سوى السمع والطاعة, والا رموه بالكفر والالحاد وغيرهما من الاوصاف والنعوت التي تمتلئ بها جعبتهم, ما داموا قد احتكروا النص الديني وأدخلونا (واياه) في بازار السياسة والتحالفات التي اقاموها ويقيمونها الان مع جهات ودول وجماعات ومراكز ابحاث ولوبيات، اقليمية ودولية ترى في الاسلام والمسلمين عدواً «فاشياً» تجب محاربته وإخضاع أتباعه.
ما علينا..
اختفى في مرحلة ما بعد الربيع العربي الذي سرق الاخوان المسلمون ثوراته وتضحيات شعوبه, الهتاف الذي كانوا يرددونه في مهرجاناتهم ومسيراتهم بهدف دغدغة مشاعر الجماهير البسيطة والطيبة وذات الحس الايماني الفطري «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود» لم يعد هذا اولوية والعدو الصهيوني (إن كان عدواً اصلاً) اختفى عن راداراتهم ولم يعد همهم سوى التمكن من السلطة وتأجيج الحروب الدينية، الطائفية والمذهبية مع النصارى او النصيريين، لا فرق ولان «الميادين» باتت مهيأة لمثل هذا الشحن، فلا بأس اذا من «إعفاء» اليهود من الجلوس على رأس قائمة الاعداء وما على المسلمين سوى الانتظار لتطهير دينهم وبلادهم من الذين يشكلون الخطر الداهم والاخطر الا وهم «الشيعة» وبامكان المسجد الاقصى، أن ينتظر الى ان يأتيه محمد الثالث محررا كما فعل صلاح الدين الذي طهّر الديار المصرية من «النصيرية» ثم فعل الشيء ذاته في بلاد الشام، ومنها هبط الى فلسطين كي يدخل التاريخ من اوسع ابوابه عبر معركة حطين على ما قال عضو مرشد جماعة الاخوان المسلمين في مصر الدكتور عبدالرحمن البر.
ولان مصر مشغولة بخطة التمكين التي يقودها محمد الثالث، فان بلاد الشام تنتظر المجاهدين كي يحرروها من النظام النصيري والحزب «الشيطاني» الذي يسانده، والى هناك فليذهب المجاهدون حيث انهم اكفر من اليهود والنصارى كما قال فيهم شيخ الاسلام ابن تيمية على ما استشهد به الشيخ القرضاوي في خطبة الجمعة.
ولان الامور لا تستقيم عند جماعات الاسلام السياسي وعلى رأسها الاخوان المسلمون إلاّ بشتم الزعيم الخالد جمال عبدالناصر والنيل منه وتشويه سمعته وتاريخه، بل وليّ اذرع التاريخ والحقيقة فإن الشيخ القرضاوي لم ينس الاساءة لعبدالناصر والزعم بأن «نظام الرئيس السابق جمال عبدالناصر دفع السوريين الى الانفصال بسبب ممارساته الامنية» وهو قول يجافي الحقيقة ووقائع الايام والاحداث، والكل يعرف من خطّط وموّل ودعم وأسهم في افشال اول تجربة وحدوية عربية وفك عراها.
اين نحنُ من هنا؟
حملات التحريض الطائفي والمذهبي لا تأتي جزافا ولا مجرد حماسة او رغبة في الانتصار للشعب السوري، بل في سياق يراد منه اشعال المنطقة وزج شعوبها العربية والاسلامية في اتون فتنة لا تُبقي ولا تذر، بل إن المستفيدين منها ليسوا سوى اسرائيل والغرب الاستعماري وتلك الدول المتحالفة معهما وإلاّ اذا كان النصيريون هؤلاء يقرأون القرآن ذاته ويؤمنون بالله ويشهدون ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله، فمن يملك غير رب العباد وفي يوم الحساب، احتسابهم في دار الاسلام ام دار الكفر؟
يصعب ابتلاع هجمة مريبة كهذه تفوح منها رائحة السياسة والمصالح والتحالفات، وكيف للشيخ القرضاوي ان يدعو مليارا وسبعماية مليون مسلم سني لدحر «مجرد» مئة مليون شيعي؟
هل طُرِحَ تساؤل كهذا في مواجهة «مجرد» ستة ملايين يهودي يحملون الجنسية الاسرائيلية، ويحتلون ارض الاسراء والمعراج واولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟
ما علينا..
اختفى في مرحلة ما بعد الربيع العربي الذي سرق الاخوان المسلمون ثوراته وتضحيات شعوبه, الهتاف الذي كانوا يرددونه في مهرجاناتهم ومسيراتهم بهدف دغدغة مشاعر الجماهير البسيطة والطيبة وذات الحس الايماني الفطري «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود» لم يعد هذا اولوية والعدو الصهيوني (إن كان عدواً اصلاً) اختفى عن راداراتهم ولم يعد همهم سوى التمكن من السلطة وتأجيج الحروب الدينية، الطائفية والمذهبية مع النصارى او النصيريين، لا فرق ولان «الميادين» باتت مهيأة لمثل هذا الشحن، فلا بأس اذا من «إعفاء» اليهود من الجلوس على رأس قائمة الاعداء وما على المسلمين سوى الانتظار لتطهير دينهم وبلادهم من الذين يشكلون الخطر الداهم والاخطر الا وهم «الشيعة» وبامكان المسجد الاقصى، أن ينتظر الى ان يأتيه محمد الثالث محررا كما فعل صلاح الدين الذي طهّر الديار المصرية من «النصيرية» ثم فعل الشيء ذاته في بلاد الشام، ومنها هبط الى فلسطين كي يدخل التاريخ من اوسع ابوابه عبر معركة حطين على ما قال عضو مرشد جماعة الاخوان المسلمين في مصر الدكتور عبدالرحمن البر.
ولان مصر مشغولة بخطة التمكين التي يقودها محمد الثالث، فان بلاد الشام تنتظر المجاهدين كي يحرروها من النظام النصيري والحزب «الشيطاني» الذي يسانده، والى هناك فليذهب المجاهدون حيث انهم اكفر من اليهود والنصارى كما قال فيهم شيخ الاسلام ابن تيمية على ما استشهد به الشيخ القرضاوي في خطبة الجمعة.
ولان الامور لا تستقيم عند جماعات الاسلام السياسي وعلى رأسها الاخوان المسلمون إلاّ بشتم الزعيم الخالد جمال عبدالناصر والنيل منه وتشويه سمعته وتاريخه، بل وليّ اذرع التاريخ والحقيقة فإن الشيخ القرضاوي لم ينس الاساءة لعبدالناصر والزعم بأن «نظام الرئيس السابق جمال عبدالناصر دفع السوريين الى الانفصال بسبب ممارساته الامنية» وهو قول يجافي الحقيقة ووقائع الايام والاحداث، والكل يعرف من خطّط وموّل ودعم وأسهم في افشال اول تجربة وحدوية عربية وفك عراها.
اين نحنُ من هنا؟
حملات التحريض الطائفي والمذهبي لا تأتي جزافا ولا مجرد حماسة او رغبة في الانتصار للشعب السوري، بل في سياق يراد منه اشعال المنطقة وزج شعوبها العربية والاسلامية في اتون فتنة لا تُبقي ولا تذر، بل إن المستفيدين منها ليسوا سوى اسرائيل والغرب الاستعماري وتلك الدول المتحالفة معهما وإلاّ اذا كان النصيريون هؤلاء يقرأون القرآن ذاته ويؤمنون بالله ويشهدون ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله، فمن يملك غير رب العباد وفي يوم الحساب، احتسابهم في دار الاسلام ام دار الكفر؟
يصعب ابتلاع هجمة مريبة كهذه تفوح منها رائحة السياسة والمصالح والتحالفات، وكيف للشيخ القرضاوي ان يدعو مليارا وسبعماية مليون مسلم سني لدحر «مجرد» مئة مليون شيعي؟
هل طُرِحَ تساؤل كهذا في مواجهة «مجرد» ستة ملايين يهودي يحملون الجنسية الاسرائيلية، ويحتلون ارض الاسراء والمعراج واولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق