مشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة بدأ بربيع عربي برائحة نتنة في دول شمال أفريقيا ويكمم اصوات في مناطق أخرى، بدأ فيها هذا الربيع المؤلم كالبحرين على سبيل المثال لا الحصر ولأسباب لا نجهلها ونعلمها. فالربيع العربي كما نعلم أو بالاحرى بعد ان علمنا هو صناعة خارجية بامتياز والدليل رائحة المؤامرة الدنيئة ولونها القاتم في ارض ليبيا، وهذا اكبر دليل وإجابة لكل مشكك في ان ما يحدث للأمة العربية المنكوبة الآن من تآمر من قبل أطراف داخلية مع قوى خارجية وفتنة تتزايد بفتاوى دينية لشيوخ دين ليسوا من الدين في شيء.
لتنتهي معركة الناتو في ليبيا بانتهاء سقوط ليبيا في ايدي الطامعين وليضعوا مخالبهم في جسد هذا الوطن وتنتهي أيضاً معه حملة كانت معدة ومرتبه من التطبيل والتضليل الإعلامي وتنتهي أيضاً معه اجتماعات لاصدقائنا البكائين لحالنا في عواصم الدول الأوروبية كلندن وباريس ولا ننسى بعض العواصم العربية غير الديمقراطية!
ولان الاعلام كان وما يزال يمثل اهتمام الشعوب ونبضها، فالعرب بعدما اثبتوا انهم ظاهرة صوتية وباقتدار ايضا اثبتوا انهم اكثر شعوب الارض هوسا وولعا بمشاهدة القنوات المرئية واليوتوبية والفيسبوكية.. لتتقن وتتفنن قنوات إعلامية عربية بعينها وتكون هي الأداة التي ساهمت في إطلاق هذه الفوضى في المنطقة والتي في نظرهم كانت ربيعا عربيا وانتفاضة للشارع العربي وصارت الكاميرات تحاصر الساحات والميادين والشوارع في نقل مباشر وغير مباشر.. فبئس لهذا الاعلام الذي يشوه الحقائق ويزيف الوعي ويراهن على الباطل ويلمع صورة الخيانة على أنها وطنية غير آبه بمسؤوليته أمام الله والتاريخ الذي يشهد. هذا الاعلام الذي تلاعب بعقول الكثيرين من أبناء شعبي وجعلهم يلبسون الحق بالباطل ليقتنع الليبي بان ما يحدث في بلاده ثورة وليست فتنة. وبالاعلام المبرمج تنتهي ما تسمى بثورة في دولة عربية لتعلن دولة اخرى عن ربيعها الدامي ويبدأ الهجوم والقصف الإعلامي مجددا وبنفس الكيفية والسياق، لقد عشنا هذا في ليبيا وكم كنا نسمع أخبار وشهود عيان عبر القنوات يأتون بأخبار ليس لها أساس من الصحة لتزيد من الاحتقان والكره بين الليبيين، وليدفع شعبي ثمنا باهظا وغاليا ويفقد نعمة الأمن والاستقرار والأمان.
وينتهي فصل ليبيا من مشروع الفوضى الخلاقة جراء الاستعانة بالناتو لتنتقل الى جزء التناحر والانتقام والتشفي بين فصائل من أسموا انفسهم بالثوار فقسم الى إسلاميين وثوار الجنسيات الأوروبية، وايضا من أسموا انفسهم ثوار خانة المنشقين لتكون سفنهم متصارعة في أمواج بحرها الدم واسطوانة يرددونها نحن الأجدر ونحن الأحق ليعلو صوت الرصاص وتفوح رائحة الجثث في كل مكان. ولأنهم لن يجتمعوا ابدا على حب الوطن وتفرقهم المصالح المادية وهنا يحضرني مثل ليبي يقول ‘ما شافوهم وهم يسرقون شافوهم وهم يتقاسمون’ فهم اتفقوا على قتل ليبيا الوطن وجعلوها مشاعا لكل من هب ودب لأجل مطامعهم والآن يختلفون ويتقاتلون من اجل الحصص من يفوز بالنصيب الأكبر.
وكل تلك الهجمة التي كانت علي ليبيا تتحول بكل شراستها لسورية وبنفس الوتيرة والهجمة الإعلامية المنفلتة وبنفس السيناريو والوحشية لنشاهد رجالا يذبحون من الوريد للوريد ونساء تغتصب وطفولة تشوه وتقتل وأناس يأكلون قلوب وافئدة إخوانهم في الدم والدين بسبب هذه الفتنة اللعينة. وتصبح صفحة ليبيا إعلاميا كالعراق مجرد خبر في الشريط الإخباري انفجار هنا وقتل هناك والوزير الفلاني قال وفعل وذاك ذهب للحج لامريكا او احدى العواصم الاوربية وو.
والمواطن العربي مازال يصرخ وينام في حضن أعلام كاذب مستمر في غيه وتزييفه للحقائق.. وهذا ما يحز في النفس ويؤلمها ان لا يكتشف المواطن العربي بعد كل هذا الضياع والدمار لأمتنا وتمزيقها ان هذا الربيع القاتم ماهو الا التشتت والتشرذم وحرب الطوائف بدل التخلص من الاستعمار والتبعية والتفرغ للبناء والاستقرار وبناء المستقبل.
أيها العرب لما لم تتكاثف جهودكم كما تكاثفت على ليبيا والان على سوريةلحل القضية الأولى وانتم من كنتم على مدار السنين تجتمعون للتتنابذوا وتتنافروا ونحن معكم وبعجزكم نقبل على البكاء شعوبا ليصل لحد العويل لموت النخوة العربية ونتابع دفن الشهداء تلو الشهداء.
أيها العرب عليكم بثوار الناتو في ليبيا انتم صنعتموهم فهل بإمكانهم مساعدتكم في اقناع الناتو لتحرير فلسطين المحتلة وهنا يتجدد دوركم ياعرب عبر الجامعة العربية ومع دور الاعلام وتحديدا الفضائيات في نقلها السريع للمعلومات، واطلاع المجتمعات باسرها على مسار الأحداث في بلد قلوبنا تهفو اليه من سنين للحظة الانتصار.. فانتم وقنواتكم حررتم شعوبا من الطغاة على حد تعبيركم وجعلتم منها شعوبا ربيعية منعشة بألوان ليست كألوان الربيع فهلموا وسارعوا لتحرروا القدس.
ياسمين الشيباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق