بــين الخديعـــة والحقيقـــة
*******************
*******************
بقلم // الفــــــــــــــــارس
في زمن الردة والأنحطاط تصبح الخيانة وجهة نظر والعمالة مبررة والنفاق مجاز .. فالكثير من أشباه المفكرين والمحللين والكتاب أجتهدوا في تخوين أنظمة دول مايسمى بالربيع العربي وأتهامها والتشكيك في سياساتها وذهب البعض للأعتقاد أن بعض تلك الأنظمة كان سببا في تأخر الأمة وعجزها وضياع قضاياها و علي رأسها فلسطين المحتلة .. فرح هؤلاء المفكرين والمحللين بماسمى الربيع العربي ورقصوا علي شاشات القنوات التي تحتضنها أنظمة الخليج التي يعتبرونها بالمتحررة والحاملة للواء الأمة في تشويه كامل للحقيقة وغسيل لعقول المشاهدين متناسين أن تلك القنوات تبث من وسط دول هي في حقيقتها ليست الا غرف مخابرات وتجسس يديرها الموساد والسي أي أيه وام اي 6 . فكل العالم يعلم أن أكبر القواعد الأستعمارية موجودة في منطقة الخليج وكل أنظمة الحكم التي تتوارثها عائلات عميلة جيلا بعد جيل جلبتها المخابرات الأجنبية وتدعمها في البقاء علي صدر الشعوب وتكبح جماحها وتحرم أي حراك لها دون أن ينطق هؤلاء المفكرين والمحللين ببنت شفه .. تحققت أحلام نجوم القنوات الفضائية الخليجية وذهبت أنظمة دول مايسمى الربيع العربي وأستبشر السذج بعدها بأن تكون الأمة العربية في مصاف الأمم المتقدمة وتسترد حقوقها وتحرر أراضيها المحتلة وربما تصبح من الأمم التي تنافس في الوصول للقمر وباقي الكواكب الأخرى وتكتسح المختبرات العلمية المذهلة .. ولكن بمرور الأيام والشهور والسنين علي وصول البديل لكراسي الحكم بدول الربيع العربي أتضحت الحقيقة المرة التي أظهرت هؤلاء المفكرين والمحللين بأنهم أجهل من في الأمة وقصيري النظر وعديمي الفهم ومتاجرين بقضايا الأمة ومروجين لمشاريع وأجندات غربية لمسح هوية الامة وتشويه تاريخها وتغيب أجيالها الشابة .. فكشرت تلك الأنظمة أمام شعوبها وأظهرت عكس ماكانت ترفع من شعارات فقمعت الحريات وطاردت من يختلف معها في الرأي وفتحت السجون والمعتقلات وأظهرت جهل وغباء في الأدارة والأقتصاد والسياسة .. أما علي المستوى القومي فسارعت كل تلك الأنظمة لأرسال أشارات التعاون للكيان الصهيوني وطلبت وده وأعتبرته شريكا وجارا ورحبت بعودة اليهود الى دولها وتعهدت بأعطائهم كامل الحقوق وجاءت تلك التصريحات علي ألسنة كبار الشخصيات كمرزوقي تونس وشاطر مصر وجليل ليبيا وبعض شخصيات المعارضة السورية .. ولم تتوقف عند هذا الحد بل تجاوز ذلك الى فتح المعسكرات والدعم المادي والعسكري لضرب سوريا الأسد سرا وعلانية في حين لم ينطق أيا منهم بكلمة علي الأحتلال و الأنتهاكات الأسرائيلية للأراضى العربية والشعب الفلسطيني وسارعت الجامعه العربية التي تديريها أسطبلات حمير الخليج بسحب شرعية أنظمة دول الربيع العربي في حين أعطت تعليمات مشددة لحماية السفارات والمصالح الأسرائيلية في المنطقة .. فعاد يهود ليبيا ليتم تعويضهم بمليارات الشعب الليبي وأعطائهم الجنسية والأقامة والعمل وتشييد المعابد وكل المزايا وعاد يهود تونس لجربة وباقي المدن الساحلية والسياحية ليستمتعوا بالشواطئ والفنادق والمنتزهات وينعموا بكل الحقوق التي أقرها المرزوقي والغنوشي ودعا شاطر مصر لعودة اليهود لمصر وتعهد بأعطائهم كل مايطلبون ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الأولى .. وأخيرا يخرج علينا مرسى مصر ليرفع علم الاستعمار الفرنسي أبان أحتلاله سوريا في أعتراف معلن بأن سوريا مستعمرة فرنسية ويغلق السفارة السورية في مصر في حين يكلف الجيش المصري العظيم باعظم مهمة في التاريخ العربي وهي حماية السفارة الأسرائيلية وحماية أفرادها في قلب قاهرة المعز والزعيم الخالد جمال عبدالناصر .. لن نتكلم عن دول الخليج والملكيات العميلة المحصنه من الفوضى ومن الحراك الشعبي لأنها محميات أمريكية وفرنسية وبريطانية وتفتح كل أفاق التعاون والتبادل التجاري والزيارات السرية والمعلنة مع الكيان الأسرائيلي وأحتضانها لقواعد عسكرية تحمي هذه الأنظمة وتسيطر علي خيرات الشعوب في تلك المنطقة ولن ننسي أن قناة الجزيرة التي تخدع الشعوب بالمشروع القومي والتحرري والاسلامي بأنها تبث علي بعد أمتار من قاعدة السيلية الأمريكية وقنوات الأمارات تبث بجانب القاعده الفرنسية وقناة العربية لاتتحدث عن وجود المخابرات الغربية وجنود المارينز بالأراضي المقدسة التي شهدت نزول خاتم الأنبياء وأخر الرسالات .. وشيوخ القنوات لايتحدثون الا علي تحرير طرابلس ودمشق كأنهما محتلتين من الخارج ويتفنون في أبتداع أنواع الجهاد من جهاد الغنائم والتطهير والقتل حتى جهاد النكاح في حين لانسمع منهم أي فتوى أو حتى تنديد بأستباحة الأقصى من قبل الصهاينة .. فهل تاهت عقول الشعوب واستطاعت التقنية الحديثة والألة الأعلامية في قلب الحق باطل والباطل حق وأستطاعت خداع الشباب والمفكرين والفنانين واللاعبين والشعراء في توجيه أهتمامهم بعيدا عن قضاياهم الحقيقية ومعرفة أعداء الأمة والمتاجرين بها .. فاليوم أنكشفت الحقيقة وماعلي الشعوب ألا أن تصحو من غيبوبة الجزيرة وهلوسة العربية ومن علي شاكلتهم والدعوة لثورة حقيقية تطرد الحكومات العميلة وتفضح الاعلام الخادع وتكشف المتلبسين بلباس الدين الذين يحرفون الكلم عن مواضعه واشباه المفكرين والمثقفين المجندين والمدفوع لهم مسبقا من خزائن أسطبلات حمير الخليج وغرف المخابرات الأجنبية ... الفــــــــــــــارس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق