الفارس يكتب / كارازيـــــــــــات عربيـــــــــــة

غاب رجال الفكر والأدب والدين والسياسة في الحروب أما شهيدا أو أسيرا أو مطاردا في دول العالم .. هذا الغياب كان بتخطيط دقيق من أكبر دوائر المخابرات الأجنبية التي عملت لسنوات طويلة من أجل أنجاح مخططها الشيطاني للقضاء علي صوت الحق ونداء التقدم والبناء وأرساء مجتمع المساواة والعدل وفتح أفاق التألق والأبداع .. ذلك الغياب القسري ترك فراغ كبير أستغله الجاهلين والمعتوهين والأغبياء للخروج وتصدر المشهد السياسي والأجتماعي والعسكري فظهرت علي الناس وجوه لم يألفوها وبخطاب لايحاكي العقل بقدر مايلعب علي المشاعر ويدغدغ العواطف ويبيع الأحلام مستخدما شعارات براقة عاجزين حتى علي فهمها ومعرفة مضامينها .. أنهم جزء من المؤامرة التي أحيكت بدقة لأن الغرب يريد بيادق ودمى يسيرهم وفق مخططاته لتحقيق مصالحه .. فأصبح بائع الشاورما مسئولا سياسيا وتاجر المخدرات وزيرا مبجلا وراقص الكشك سفيرا محصنا وبائعة الهوى ناشطة حقوقية وأصحاب السوابق أعضاء مؤتمر يمثلون الشعب .. غابت الكوادر والفعاليات والقدرات ليأتي المتسلقين والمنافقين والجهلة لدور القيادة بعد أن سقطت المعايير الأخلاقية والثقافية والدينية والعلمية وحل محلها معايير المال والسلاح و الطاعة العمياء لماوراء الحدود .. فلم يكن غريبا وفق هذا الوضع الذي أفرزه زمن الردة والأنحطاط أن يأتينا بعاهات علي غرار المدعو عبدالله ناكر الذي تحول بين عشية وضحاها من فني فاشل في تصليح أجهزة كهربائية ومعرفة مشاكل الصوت الصورة الى قائد عسكري لم يهزم في 36 معركة علي التوالى والتوازي وفق نظريات التوصيلات الكهربائية .. ولم يقف عند هذا الحد بل قاده الفراغ الي أن يترأس حزب القمة والقاع أيضا الذي يخضع لنفس التظريات الكهربائية .. وقاده جنونه الى أن يكون نجم في المؤتمرات والندوات وألقاء المحاضرات وضيف شرف في أحتفالات التخرج بمختلف تخصصاتها بما فيها تخريج الفقهاء والمعلمين في الشريعة الأسلامية والتي استغلها للحديث علي مغامراته وسيرته وبطولاته الوهمية التي لانراها الا في الأفلام الكرتونية والرسوم المتحركة التي تداعب خيال الأطفال وأحلام المراهقين .. ولم يتوقف عند هذا الحد بل بدأ يفكر وبصوت عالي في حكم ليبيا والذهاب لتركيا لدعم مقاتلين مايسمى الجيش الحر والحديث عن المساهمة في حل أزمة سوريا تاركا ليبيا تنزف بعد أن ذبحت من الوريد الى الوريد وتغرق كل يوم في الأنفجارات والأغتيالات والأمراض والخمور ومتناسيا حتى قبيلته التي تمر بظروف صعبة بعد تأمر رفاق الأمس عليها وحشد القوات وتأليب المناطق المجاورة للأنقضاض عليها .. ولأنه زمن الأنحطاط في كل المجالات بمافيها الأعلام فقد أصبحت تتسابق علي لقاء هذه العاهات الجاهلة بالتاريخ والسياسة والدين كل القنوات والصحف في أستخفاف بمشاعر وعقل المتلقي العربي الذي أستسلم لأرادة مالكين هذا الأعلام من اصحاب الجلالة والسمو الذين ينفثون سمومهم في الجسد العربي لأنهاكه وأفراغ عقله من كل ثراث الأمة وقيمها وثوابتها وتشويه تاريخها وتزوير معتقداتها .. هكذا اصبح ناكر بطلا وطنيا يتمرغ في الملايين ويجوب عواصم العالم ويدعم حركات التمرد دون أن ينطق أحدا من الشعوب المغيبة عن مصدر أمواله التي يعجز حتي ذلك المصباح السحري في تأمينها بين عشية وضحاها .. وعن سيرته التي لم تتعدي الطريق الواصل بين بيته ومحل تصليح الأجهزة الكهربائية ولم يسأل أحد عن من وراء تكليفه بهذه الأدوار ومن وراء استضافته وتلميع صورته هو من علي شاكلته لتقديمهم رموز للأمة .. هكذا نجح المخطط الغربي في أيصال كارازيات معتوهين لقيادة الأمة من شرقها لغربها وأصبحت الشعوب أسيرة لمجانين اصبحوا محل سخرية وأستهزأ في كل العالم فلم يترك الاعلام العالمي الذي يعلم الحقيقة فرصة ألا وأظهر فيها غباء مرسى مصر وسذاجة مرزوقي تونس وجهل ناكر ليبيا وأنحطاط مالكي العراق وجبن بشير السودان ومراهقة ولد الأردن وعمالة حمير الخليج .. لم يترك الغرب شيئا للصدفة ولم نعطي أنفسنا فرصة للتفكير والتأمل لنتلمس طريق الحق وجادة الصواب والرجوع لدين الله وسنة نبيه .. أفلايتدبرون القرأن أم علي قلوب أقفالها .. وللحديث بقية ..